مصر النهاردة ربما يبدو التعلم الرقمي ظاهرةً حديثةً، إلّا أنّه كان موجوداً فعلياً بأشكال شتّى منذ سنوات عديدة خلت. فعلى سبيل المثال، قد تتفاجأ حين تعلم أن تاريخ إطلاق أول برنامجٍ إلكترونيٍ متكاملٍ للشهادات الدراسية يعود للعام 1998 ، وكان الاستاذ قديما في الصف التقليدي يستخدم إحدى اللوحات الورقية كوسيلة تعليمية مساعدة له في عملية الشرح وتبسيط المفاهيم، او الشرح من خلال مقاطع صوتية مسجلة ، وكان حلم الطالب في ذلك الوقت أن يطلب منه المعلم إعداد وتصميم وسيلة تعليمية متمثلة في لوحة أو خريطة يكتب عليها اسمه، وعنوانها، ليتم تعليقها في حجرة الدراسة فيما بعد. فالسعي نحو إيجاد الوسائل التعليمية المعينة على التدريس كان دائما هدفا من ضمن الأهداف التي يسعى المعلم إلى تحقيقها .
ومنذ نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، ومع بداية الألفية الثالثة ظهرت الكثير من المصطلحات التكنولوجية ومنها مصطلح الوسائط المتعددة ومصطلح الوسائط الفائقة، واللذان حملا في طياتهما الكثير من التطبيقات التكنولوجية والتعليمية. ولا شك أن هذين المفهومين قد تطورا بشكل كبير مع ظهور المستودعات الرقمية التي تحتوي على الكثير من الصور الثابتة والمتحركة ومقاطع الفيديو، والتي تخدم مجالات تعليمية مختلفة. ويُعد مصطلح ” عناصر التعلم الرقمية ” بمثابة امتداد لمصطلحي الوسائط المتعددة والفائقة، حيث يمكن تعريف مصطلح عناصر التعلم الرقمية Digital learning Objects بأنها: أجزاء تعليمية صغيرة (مكونة من مقاطع الصوت والفيديو والصور الثابتة والمتحركة والنصوص) مخزنة داخل مكان محدد يسمى مستودعا رقميا، ويمكن استرجاعها والاستفادة منها وإعادة استخدامها مرة أخرى، كما أن كلمة “عنصر” تشير إلى أنها أبسط صورة للمادة ولا يمكن تحليلها إلى صورة أبسط منها كما ورد في تعريف العنصر.
ما هو التعلم الرقمي ؟
يتيح التعلّم الرقمي للطلاب الدراسة في منازلهم من أي مكانٍ من العالم. كل ما تحتاج إليه هو اتصال بالإنترنت وحاسوب محمول ومكان هادئ للدراسة.
وقد تطور مفهوم عناصر التعلم تطوراً كبيرا منذ ظهوره في عام 1992 وحتى الآن، ويرجع التطور في المفهوم إلى: تطور البيئات التعليمية مع زيادة استخدام شبكة الإنترنت والاعتماد على التعليم الرقمي ، وتحديث بنية المستودعات الرقمية وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات هذا العصر.
والشكل التالي يوضح التطور التاريخي لمفهوم عناصر التعلم:
ما هي ألية التعلم الرقمي ؟
يلتحق الطلاب بفضل التعلّم الرقمي بكل فصولهم الدراسية إلكترونياً باستخدام تقنيات دردشة الفيديو مثل تطبيق Zoom. تُبَثُّ المحاضرات عادةً بثاً مباشراً ليتسنى لك طرح الأسئلة والمشاركة في مناقشات الفصل الدراسي باستخدام الكاميرا والميكرفون في حاسوبك.
إلا أن هناك فصولاً دراسيةً يُصار إلى تسجيلها في بعض الأحيان حتى يتمكن الطلاب من إعادة مشاهدتها لاحقاً. كما أن بإمكانك أيضاً إتمام واجباتك في الوقت الذي يناسبك بفضل توفّر مواد الدورات الدراسية كافةً على شبكة الإنترنت.
يشتمل التعلّم الرقمي في واقع الأمر على الكثير من آليات الدراسة بالتوجيه الذاتي. وهي طريقة ينتهجها الطلاب للدراسة بغير توجيهٍ من المعلمين، وتمثّل وسيلةً مفيدةً تساعدك على تحديد الجوانب التي تجيدها وتلك التي تستلزم منك العمل عليها بجدٍ أكثر. ينطوي التعليم الجامعي على الكثير من آليات الدراسة بالتوجيه الذاتي أيضاً؛ لذا فإنها تجسّد طريقةً جيدةً للتحضير للدراسة الأكاديمية.
1- خصائص عناصر التعلم الرقمية
لعناصر التعلم خصائص منها:
سهولة الوصول إليها: طالما أن هذه العناصر يمكن نشرها وتحميلها على الإنترنت، فبالتالي سيسهل الوصول إليها وتوظيفها في مواقف تعليمية مختلفة.
– التوظيف وإعادة الاستخدام: من الممكن إجراء بعض التعديلات البسيطة على محتوى عنصر من عناصر التعليم وبالتالي يمكن إعادة استخدامه في موقف تعليمي آخر.
– الملاءمة: يمكن تغيير بعض خصائص عنصر التعلم من حيث اللون والحجم ونوع الخط وحجمهحتى تتناسب مع الموقف التعليمي.
– التفرد: بمعنى أنه يمكن تشغيل هذا العنصر مباشرة بدون استخدام أي برامج لتشغيله أو فتحه.
– التفاعل: وهو من أهم خصائص عُنصر التعلم، حيث تسمح هذه الخاصية للمتعلم بالتفاعل مع عنصر التعلم عن طريق السحب والإفلات أو وضع إطار حول الصورة أو كتابة تعليق عليها، فالمتعلم نشط ومتفاعل.
2- محتويات عناصر التعلم
تتجلى محتويات عناصر التعلم في:
– المضمون: ويقصد به كل ما يحتوي عليه عنصر التعلم من مادة تعليمية سواء كانت نصية أو مرئية أو صورة ثابتة أو متحركة.
– النشاط: يقصد به المهام والمشروعات المتضمنة داخل عنصر التعلم لكي تتيح للمتعلم التدرب والفهم.
– التقويم: ويقصد به التأكد من تحقيق الهدف التعليمي لعنصر التعلم.
– البيانات الواصفة: وهي بمثابة معلومات نصية مختصرة عن عنصر التعلم توضح مكوناته وأهدافه.
3- مميزات عناصر التعلم الرقمية
من هذه المميزات:
– مساهمتها في تحسين عملية التعلم.
– احتواء عنصر التعلم على النص والصوت والصورة قد يساعد في جذب انتباه الطلاب وزيادة دافعيتهم للتعلم.
– قلة التكلفة: فمن الممكن تصميم وإنتاج صورة تعليمية واحدة تصلح لمواقف تعليمية مختلفة.
– المرونة: إمكانية التعديل على عنصر التعلم متوفرة بما يتناسب مع المواقف التعليمية ومع طبيعة المتعلمين، حيث يمكن استخدام نفس العنصر مع مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة بإجراء تعديلات بسيطة عليه.
– تساعد الطلاب على تنمية التفكير والتخيل والتحليل والاستنتاج من خلال المحتوى الذي يعرض عليهم.
4- أشكال عناصر التعلم
وتتجلى في:
عناصر تعلم للعرض: ويهدف هذا الشكل إلى توضيح المفاهيم والمصطلحات، وهي أبسط أنواع عناصر التعلم وغالبا ما تعتمد على المستوى الأول والثاني في تصنيف الأهداف المعرفية (التذكر والفهم).
عناصر تعلم للتدريب: ويساعد هذا الشكل من عناصر التعلم الرقمية على تعلم المهارات الأدائية والحركات المهارية، وغالباً ما يكون في شكل مقاطع فيديو، وينمي هذا النوع من العناصر المستوى الثالث من الأهداف المعرفية لتصنيف بلوم مستوى (التطبيق).
عناصر تعلم رقمية للمحاكاة: حيث يمكن استخدام عنصر التعلم الرقمي في شرح تجربة عشوائية يصعب إنجازها في الواقع أو يشرح موقفا تعليميا يصعب تنفيذه، فهي عناصر تحاكي الواقع وبشكل رقمي، وينمي هذا النوع من العناصر المستوى الثالث والرابع في تصنيف بلوم للأهداف المعرفية (التطبيق والتحليل).
عناصر تعلم رقمية للعلاقات: ويستخدم هذا الشكل من عناصر التعلم في توضيح العلاقات بين المتغيرات مثل علاقة قُطر الدائرة بمساحتها، ويساعد هذا النوع على تنمية مهارات التفكير العليا المرتبطة بالتفكير الابتكاري مثل (ربط الأجزاء والاستنتاج والتحليل).
عناصر تعلم المعلومات: ويتم ذلك من خلال التأشير بمؤشر الفأرة على أي جزء من عنصر التعلم فيتم عرض مجموعة من المعلومات التي تساعد المتعلم على التعلم، وقد ينمي هذا النوع من العناصر مهارات (جمع البيانات وربطها وتنظيمها داخل الذاكرة).