منوعات

خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد

خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من بيان مفهوم الأحاديث النبويّة، فالحديث النبوي هو ما كان من أثر النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم من الفعل والقول والسير والعمل، وأمّا عن عدد هذه الأحاديث فلم يتمكّن أهل العلم من حصرها لاختلاف سندها وحكمها بين الضعيف والصحيح والحسن والباطل وغير ذلك.


الأحاديث النبوية وأهميتها

قبل الخوض في ذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد لا بدّ من بيان أهميّة الأحاديث النبويّة الشريفة، وعلى ذلك فإنّ الأحاديث وقرائتها يعدّ من طلب العلم، وهو من أسمى وأنبل العلوم التي يمكن للمرء أن يتعلّمها، حالها كما حال علوم القرآن الكريم وتعلّمها، لأنّ السنّة النبويّة والقرآن الكريم هي مصادر التشريع الأساسيّة في الإسلام، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحدث: “مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا لـ الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَوالدَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ”، فدراسة هذا العلم وحفظ الأحاديث من الأمور التي تستوجب دخول الجنّة.

خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد

بعد الخوض في ذكر مفهوم الحديث الشريف ممّا رويّ عن وأهميّة الحديث الشريف، لا بدّ من الخوض في الموضع الرئيس للمقال، وفيما يأتي سيتمّ ذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد :

  • حديث عن الصبر: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- تحدث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما من شيءٍ يُصيبُ المؤمن من نَصَبٍ ، و لا حَزَنٍ و لا وصَبٍ حتى الهَمَّ يَهُمُّهُ إلَّا يُكفِّرُ اللهُ بهِ عنهُ من سَيئاتِهِ”.
  • حديث عن العفو: روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- تحدث: “قَدِمَ عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ علَى والدْنِ أخِيهِ الحُرِّ بنِ قَيْسٍ، وكانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وكانَ القُرَّاءُ أصْحَوالدَ مَجَالِسِ عُمَرَ ومُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أوْ شُبَّانًا، فَتحدثَ عُيَيْنَةُ لِوالدْنِ أخِيهِ: يا والدْنَ أخِي، هلْ لكَ وجْهٌ عِنْدَ هذا الأمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لي عليه، تحدثَ: سَأَسْتَأْذِنُ لكَ عليه، تحدثَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فأذِنَ له عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عليه تحدثَ: هِيْ يا والدْنَ الخَطَّوالدِ، فَوَاللَّهِ ما تُعْطِينَا الجَزْلَ ولَا تَحْكُمُ بيْنَنَا بالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حتَّى هَمَّ أنْ يُوقِعَ به، فَتحدثَ له الحُرُّ: يا والدةِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّ اللَّهَ تَعَالَى تحدثَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ}، وإنَّ هذا مِنَ الجَاهِلِينَ، واللَّهِ ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عليه، وكانَ وقَّافًا عِنْدَ كِتَوالدِ اللَّهِ”.
  • حديث عن الوفاء بالعهد: وقد روى عمرو بن عبسة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم تحدث: “مَن كانَ بينَهُ وبين قَومٍ عهدٌ فلا يَحُلَّنَّ عهدًا، ولا يَشُدَّنَّهُم حتَّى يمضي أمدُه أو يَنبِذَ إليهم على سواءٍ”.
  • حديث عن الحلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه تحدث: “قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ علَى المُشْرِكِينَ تحدثَ: إنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وإنَّما بُعِثْتُ رَحْمَةً”.
  • حديث عن الحياء: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- تحدث: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ حياءً مِن العَذراءِ في خِدْرِها وكان إذا كرِه شيئًا عرَفْناه في وجهِه”.

أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

بعد الخوض في ذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد لا بدّ من الإشارة لـ أنّ هذه الصفات هي من شمائل المصطفى العدنان سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فقد كات عليه الصلاة والسلام أكمل الناس أخلاقًا، وأفضلهم حالًا وأفصحهم في القول، تحدث تعالى في : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، وقد كان من شمائله صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان صابرًا وحليماً ومتواضعاً، ذو خلقٍ عظيم، فقد كان خلقه صلّى الله عليه وسلّم متمثّلاً بالقرآن الكريم، وقد كان حييًّا، كريمًا، شجاعًا، صفوحًا، رحيماً، والكثير من الأخلاق والشمائل التي سمى بها عن العالمين أجمعين صلوات الله وسلامه عليه.

أهمية التحلي بالأخلاق الكريمة

إنّ الخوض في ذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد يقتضي الخوض في الحديث عن أهمية التحلّي في الكريمة المتمثّلة بشمائل النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في المجتمعات، ومن أهميّة التحلّي بالأخلاق:

  • أنّها امتثالٌ لأوامر الخالق سبحانه ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم، تحدث تعالى في سورة النحل: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ}.
  • وكذلك أنّها تعدّ من المقومّات التي تقوّم شخصيّة المرء في الإسلام، تحدث تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
  • كما أنّ الأخلاق الحسنة ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع الدين والعقيدة في شريعة الإسلام، تحدث تعالى في سورة العنكبوت: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}.
  • وكذلك في كونها تظهر آثارها على سلوك الفرد والمجتمع، وهي إصرارٌ من الضرورات الاجتماعيّة، تحدث تعالى في سورة الشمس: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَوالدَ مَن دَسَّاهَا}.
  • أهميّة الأخلاق الحسنة والكريمة في وضح الدعوة الإسلاميّة، وكذلك في وضح السعادة بين الناس بعضهم البعض.

أهم الأحاديث الشريفة عن الصبر

كذلك الأمر بعد ذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد كان لا بدّ من التوسّع بشكلّ أكبر في الأحاديث التي رويت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الشمائل، وفيما سيأتي سيتمّ ذكر بعض من أهم الأحاديث الشريفة عن :

  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تحدث: “ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ“.
  • وكذلك روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- تحدث: “دَخَلْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُوعَكُ وعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وعْكًا شَدِيدًا؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ مِنكُم فَقُلتُ: ذلكَ أنَّ لكَ أجْرَيْنِ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ ثُمَّ تحدثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِواهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ له سَيِّئاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها”.
  • كما روى صهيب بن سنان الرومي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تحدث: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ والدةْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له“.
  • وقد روى أنس قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم: “إنَّ عِظَمَ الجَزاءِ مِن عِظَمِ البَلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قَومًا والدْتلاهُمْ، فمَن رضِيَ فله الرِّضا، ومَن سَخِطَ فله السُّخْطُ”.

أهم الأحاديث الشريفة عن الحلم والعفو

وإتماماً لذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد لا بدّ من ذكر بعض من أهم الأحاديث الشريفة عن الحلم والعفو، ومن هذه الأحاديث:

  • روت السيدة رضي الله عنها: “أنَّها تحدثَتْ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ، تحدثَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى والدْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي لـ ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ تحدثَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ، ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ؟ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئًا”.
  • وكذلك روى عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه: “لَمَّا كانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَاسًا في القِسْمَةِ، فأعْطَى الأقْرَعَ بنَ حَوالدِسٍ مِئَةً مِنَ الإبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذلكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِن أَشْرَافِ العَرَبِ، وَآثَرَهُمْ يَومَئذٍ في القِسْمَةِ، فَتحدثَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ، إنَّ هذِه لَقِسْمَةٌ ما عُدِلَ فِيهَا وَما أُرِيدَ فِيهَا وَجْهُ اللهِ، تحدثَ: فَقُلتُ: وَاللَّهِ، لأُخْبِرَنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، تحدثَ: فأتَيْتُهُ فأخْبَرْتُهُ بما تحدثَ، تحدثَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حتَّى كانَ كَالصِّرْفِ، ثُمَّ تحدثَ: فمَن يَعْدِلُ إنْ لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسولُهُ، تحدثَ: ثُمَّ تحدثَ: يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، قدْ أُوذِيَ بأَكْثَرَ مِن هذا فَصَبَرَ. تحدثَ قُلتُ: لا جَرَمَ لا أَرْفَعُ إلَيْهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا”.
  • كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه تحدث: “كُنْتُ أَمْشِي مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَعليه رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَوالدِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، نَظَرْتُ لـ صَفْحَةِ عُنُقِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَقَدْ أَثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ، مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ تحدثَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مَالِ اللهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ. [وفي رواية]: وفي حَديثِ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، مِنَ الزِّيَادَةِ: تحدثَ: ثُمَّ جَبَذَهُ إلَيْهِ جَبْذَةً، رَجَعَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في نَحْرِ الأعْرَوالدِيِّ. وفي حَديثِ هَمَّوالدةٍ فَجَاذَبَهُ حتَّى انْشَقَّ البُرْدُ، وَحتَّى بَقِيَتْ حَاشِيَتُهُ في عُنُقِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ“.
  • وقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كَأَنِّي أنْظُرُ لـ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِياءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، فَهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ، ويقولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ”.

أحاديث نبوية عن الوفاء بالعهد

إنّ الوفاء بالعهد أمانةٌ ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يصونها ويحفظها، وقد وردت بعض الأحاديث التي تأمر المسلمين بالوفاء بالعهد تقتضي ذكرها بعد الخوض في ذكر خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد ، ومن هذه الأحاديث:

  • ما رواه عمرو بن عبسة في الحديث الصحيح: “كانَ بينَ معاويةَ وبينَ الرُّومِ عَهْدٌ ، وَكانَ يسيرُ نحوَ بلادِهِم حتَّى إذا انقَضى العَهْدُ غَزاهم ، فجاءَ رجلٌ على فرسٍ أو بِرذونٍ وَهوَ يقولُ : اللَّهُ أَكْبرُ ، اللَّهُ أَكْبرُ ، وفاءٌ لا غدرَ ، فنظَروا فإذا هو عمرُو بنُ عَبسةَ ، فأرسلَ إليهِ معاويةُ فسألَهُ ، فقالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : من كانَ بينَهُ وبينَ قومٍ عَهْدٌ فلا يَشدُّ عقدةً ولا يَحلُّها حتَّى ينقضيَ أمدُها ، أو ينبِذَ إليهم على سواءٍ فرجعَ معاويةُ”.
  • كذلك روى الصحابيّ الجليل -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تحدث: “مَنْ صلَّى الصُّبْحَ فهوَ في ذِمَّةِ اللهِ فلا تُخْفِرُوا اللهَ في عَهْدِه فمَنْ قَتَلهُ طلبَهُ اللهُ حتى يكبَّهُ في النارِ على وجهِهِ“.
  • وقد روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- تحدث: تحدث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ“.

خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مقالٌ فيه تمّ الحديث عن مفهوم الأحاديث النبويّة وبيان أهميتها قبل أن يتمّ استعراض خمسه احاديث تحمل شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد ، ومن ثمّ تم الخوض في الحديث عن أخلاق وشمائل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبيان أهمية الأخلاق، وذكر بعض الأحاديث التي وردت في الصفات السابقة.

المراجع


  1. islamweb.net , , 28/12/2020

  2. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/2699/صحيح

  3. binbaz.org.sa , , 28/12/2020

  4. صحيح الجامع , الألباني/أبو سعيد الخدري/5725/صحيح

  5. صحيح البخاري , البخاري/عبدالله بن عباس/4642/صحيح

  6. سنن الترمذي , الترمذي/عمرو بن عبسة/1580/حسن صحيح

  7. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/2599/صحيح

  8. صحيح ابن حبان , ابن حبان/أبو سعيد الخدري/6307/أخرجه في صحيحه

  9. سورة التوبة , الآية 128

  10. alukah.net , , 28/12/2020

  11. dorar.net , , 29/12/2020

  12. سورة النحل , الآية 90

  13. سورة الحجرات , الآية 13

  14. سورة العنكبوت , الآية 45

  15. سورة الشمس , الآية 9،10

  16. alukah.net , , 29/12/2020

  17. صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/5641/صحيح

  18. صحيح البخاري , البخاري/عبدالله بن مسعود/5660/صحيح

  19. صحيح مسلم , مسلم/صهيب بن سنان الرومي/2999/صحيح

  20. تخريج زاد المعاد , شعيب الأرناؤوط/أنس/4/177/إسناده حسن

  21. alukah.net , , 29/12/2020

  22. صحيح البخاري , البخاري/عائشة والدة المؤمنين/3231/صحيح

  23. صحيح مسلم , مسلم/عبد الله بن مسعود/1062/صحيح

  24. صحيح مسلم , مسلم/أنس بن مالك/1057/صحيح

  25. صحيح البخاري , البخاري/عبدالله بن مسعود/6929/صحيح

  26. dorar.net , , 29/12/2020

  27. الاقتراح , ابن دقيق العيد/عمرو بن عبسة/120/صحيح

  28. صحيح ابن ماجه , الألباني/أبو بكر الصديق/3203/صحيح

  29. صحيح البخاري , البخاري/عبدالله بن عمرو/34/صحيح
السابق
فرج عامر عن إلغاء الفار: نعود للخلف والدوري المصري بلا منح ‏
التالي
علي معلول يقترب من جائزة كبرى..محرز أخر من عانقها

اترك تعليقاً

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.