المحتويات
إخفاء
حكم تسمية الأصنام عبادًا تسعدنا زيارتكم، نستعرض لكم حكم تسمية الأصنام عبادًا كما عودناكم دائما على افضل الحلول والاجابات والأخبار الحصرية في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم حكم تسمية الأصنام عبادًا
حكم تسمية الأصنام عبادًا
لم ير أشهر المتقدمين من المفسرين إشكالًا في إطلاق لفظ «عباد» على الأصنام، فالرازيُّ ذكر جوابين:
أحدهما: أن المشركين لما ادَّعوا أنها تضر وتنفع وجب أن يعتقدوا فيها كونها عاقلة فاهمة فلا جرم وردت هذه الألفاظ على وفق معتقداتهم، ولذلك قال: ﴿فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾ [الأعراف: 194] وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ﴾ [الأعراف: 194]. ولم يقل (التي).
ثانيهما: أن هذا لغو (؟)، ورد في معرض الاستهزاء بهم، أي قصارى أمرهم أن يكونوا أحياء عقلاء، فإذا ثبت ذلك فهم عباد أمثالكم ولا فضل لهم عليكم، فلمَ جعلتم أنفسكم عبيدًا وجعلتموهم آلهة وأربابًا؟ ثم أبطل أن يكونوا عبادًا أمثالكم، فقال: ﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا﴾ [الأعراف: 195] إلخ. ثم أكد هذا البيان بقوله: ﴿فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾ ومعنى هذا الدعاء طلب المنافع وكشف المضارّ من جهتهم. واللام في قوله: «فليستجيبوا» لام الأمر على معنى التعجيز. والمعنى أنه لمَّا ظهر لكل عاقل أنها لا تقدر على الإجابة ظهر أنها لا تصلح للعبودية. اهـ. المراد منه، وما هو إلا شرح لعبارة وجيزة في الكشاف لا تبلغ السطرين.
وأقول: إن تنزيل الأصنام منزلة العقلاء يؤخذ من إعادة ضمير العقلاء عليها إن لم يؤخذ من لفظ (عباد) وأخذها من الضمير أظهر، فإن هذا اللفظ يدل في أصل معناه على التسخير والتذليل، ولذلك قالوا: إن العبادة مشتقة من قول العرب: طريق معبد وهو الذي سُلِكَ كثيرًا حتى صار سلوكه سهلًا؛ لكونه ممهدًا مُذللًا.
قال الراغب: والعبادة ضربان: عبادة بالتسخير، وهو كما ذكرناه في السجود، وعبادة بالاختيار، وهي لذوي النطق. ثم قال: والناس كلهم عباد الله، بل الأشياء كلها كذلك، ولكن بعضها بالتسخير وبعضها بالاختيار. اهـ. وقال في مادة سجد: السجود أصله التطأمن والتذلل، وجُعل عبارة عن التذلل لله وعبادته وهو عامٌّ في الإنسان والحيوان والجمادات، ثم ذكر أنه ضربان: سجود اختيار وسجود تسخير، وأن هذا عام للإنسان والحيوانات والنبات.
وذكر الشواهد من الآيات، ومنها سجود النجم والشجر وسجود الظلال كأنه جعله تابعًا للشجر. فعُلم من هذا أن إطلاق لفظ (عباد) على الأصنام له وجه في اللغة، وعدُّه منافيًا لإثباتات كونهم جمادًا ليس قويًّا. وإنما يتجه إذا دعم بالسؤال عن نكتة إعادة ضمير العاقل عليها، وملخص الجواب أن من سنن البلاغة العربية التي تكثر في القرآن تنزيل غير العاقل منزلة العاقل، إذا أسند إليه فعل العاقل أو اعتُقد له أو وُصف به، فما هنا من هذا القبيل، فإن الأصنام لم تعبد بالدعاء إلا وقد جعلها الداعون ذات علم وإرادة وقدرة، فكان الكلام معهم والاحتجاج عليهم بحسب ذلك.
ويمكن أن يبنى ذلك على أن التوجه إلى الأصنام ليس لذاتها بل لكونها تمثل من وضعت تذكارًا لهم من الصالحين، وأنهم هم الذين كانوا يدعونهم في الحقيقة لصلاحهم الذي جعلوهم به واسطة بينهم وبين الله عز وجل، يقربونهم إليه زلفى ويشفعون لهم عنده، وقد ورد عن السلف ما يثبت أن الأصنام والتماثيل وضعت لذلك، روى البخاري وابن المنذر عن ابن عباس قال: صارت الأصنام والأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب: أما وَدّ فكانت لكلب في دومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، وكانوا أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا (أي ماتوا) أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسخ العلم عُبدت اهـ.. وروي في هذا المعنى غير ذلك، ومنها أنهم من أولاد نوح أو آدم. ومنه تعلم أن أصل بلية الشرك الغلو في تعظيم الصالحين وتعظيم ما يذكِّر بهم أو ينسب إليهم، وقد ينسى المذكر بهم فيعتقد أنه ينفع أو يضر بنفسه.[1]
اذا لم تجد اي اجابة كاملة حول حكم تسمية الأصنام عبادًا فاننا ننصحك بإستخدام محرك البحث في موقعنا مصر النهاردة وبالتأكيد ستجد اجابة وافية ولا تنس ان تنظر ايضا للمواضيع الأخرى اسفل هذا الموضوع وستجد ما يفيدك
شاكرين لكم حسن زيارتكم في موقعكم الموقر مصر النهاردة