حكم بعثة الرسل في كل الأمم وبطلان ادعاء أنهم كلهم آسيويون تسعدنا زيارتكم، نوفر لحضراتكم حكم بعثة الرسل في كل الأمم وبطلان ادعاء أنهم كلهم آسيويون كما عودناكم دوما على افضل الإجابات والحلول والأخبار المميزة في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم حكم بعثة الرسل في كل الأمم وبطلان ادعاء أنهم كلهم آسيويون
حكم بعثة الرسل في كل الأمم وبطلان ادعاء أنهم كلهم آسيويون
إن بني إسرائيل لم يكونوا يعرفون غير أنبيائهم، فزعموا أن النبوة محصورة فيهم، وحرفوا آيات التوراة المبشرة برسول يبعثه الله من بني إخوتهم (أي أبناء إسماعيل عليه السلام)، ولما بعث الله خاتم النبيين وأتم على لسانه الدين بين لنا في الكتاب المنزل عليه أنه أَرسل في كل الأمم رسلًا يدعون إلى مثل ما دعا إليه في أصوله وجوهره كما قال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ﴾ [النحل: 36].
وقد قص الله تعالى عليه في كتابه قصص أشهر الرسل والنبيين الذين عرفت العرب والمجاورون لهم من أهل الكتاب شيئًا من تاريخهم لأجل العبرة بسيرتهم كما قال: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ [غافر: 78]، ولو قص عليه خبر نبي أرسل في الصين لا يعرف أحد من المخاطبين الأولين بالقرآن ولا من يجاورهم من أهل الكتاب عنه شيئًا لكان قصصه فتنة لا عبرة، ولقالوا: إنه يفتري علينا ما لا سبيل لنا إلى معرفته، والمثل العامي يقول: إذا أردت أن تكْذِب فبعد شهودك.
والله تعالى يقول في حكمة أخبار الرسل: من آخر سورة يوسف بعد ذكر الرسل إجمالًا: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [يوسف: 111] الآية، وقال: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ[١٢٠]﴾ [هود: 120]، فهذه الحكم التي ذكرها الله تعالى لبيان قصص الرسل لا تحق إلا بمن يعرف عنهم شيئًا في الجملة، ويفصل الوحي ما لم يعرف منها.
نعم، لو أخبرنا الله تعالى في كتابه أن برهما أو بوذا من دعاة التوحيد والفضيلة في الهند، وكونفشيوس من دعاتهما في الصين، وبعض حكماء مصر واليونان من دعاتهما في أوربا وأفريقيا كانوا من رسل الله تعالى (مثلًا) وأنه لما طال الأمد على اتباعهم أشركوا بالله وفسقوا عن أمره، كما قال في أهل الكتاب المعروفين عند العرب: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ[٣١]﴾ [التوبة: 31]، وقال في وعظ المؤمنين: ﴿وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[١٦]﴾ [الحديد: 16].
لو أخبرَنا الله تعالى بما ذكر لكان آية لأهل القرون الأخيرة على أخبار القرآن بالغيب، ولكن بعد أن يكون فتنة لأهل القرون الأولى -ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. روي عن علي رضي الله عنه وكرم وجهه أن المجوس كانوا أهل كتاب، كما سيذكر في بحث الجزية من هذه الفتاوى.
وثبت في تاريخ غيرهم من الشعوب التي عرف تاريخها أنه ظهر فيها حكماء ربانيون دعوا الناس إلى توحيد الخالق وعبادته وحدة والإيمان بالبعث والجزاء، والأمر بالعمل الصالح، وهذه الأصول الثلاث هي التي دعا إليها كل الرسل وعليها مدار سعادة الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[٦٢]﴾ [البقرة: 62]، فالظاهر أن أولئك الدعاة إلى الأصول الثلاثة كانوا رسلًا يوحى إليهم، فإن نقل عنهم ما ينافي الرسالة، فلا يعد حجة نفي صحيحة؛ لأننا قد عرفنا ما حلّ بكتب المتأخرين عنهم الذين حفظت كتبهم في الجملة، فكيف بهؤلاء الذين طمس جل تاريخهم؟ بل نرى المسلمين الذين كفل الله تعالى حفظ كتابهم في الصدور والسطور فلم يفقد ولم يحرف منه حرف واحد، وضبطت سنه رسولهم صلى الله عليه وسلم ضبطًا لم يضبط مثله كتاب في تاريخ البشر -نراهم قد سرت إلى كثير منهم عقائد الوثنية وعباداتها المخالفة لنصوص القرآن والسنة القطعية ولعمل الصدر الأول المنقول بالتواتر -ونسمع الآن شيعة إيران ودعاة الفتنة في الهند يصيحون ويولولون نادبين هدم هياكل الوثنية التي بنيت على القبور المعبودة من دون الله تعالى في الحجاز وهي التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بناة أمثالها إذ لعن كل من يبني مسجدًا على قبر ومن يضع عليه سراجًا… إلخ[1].
اذا لم تجد اي اجابة كاملة حول حكم بعثة الرسل في كل الأمم وبطلان ادعاء أنهم كلهم آسيويون فاننا ننصحك بإستخدام محرك البحث في موقعنا مصر النهاردة وبالتأكيد ستجد اجابة وافية ولا تنس ان تنظر ايضا للمواضيع الأخرى اسفل هذا الموضوع وستجد ما يفيدك
شاكرين لكم حسن زيارتكم في موقعكم الموقر مصر النهاردة