حكم في استفتاء في فتوى عن آيات الاستواء والصفات أهلا بكم، نستعرض لكم حكم في استفتاء في فتوى عن آيات الاستواء والصفات كما عودناكم دائما على افضل الحلول والاجابات والأخبار الرائعة في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم حكم في استفتاء في فتوى عن آيات الاستواء والصفات
حكم في استفتاء في فتوى عن آيات الاستواء والصفات
تعليق المنار على هذه الفتوى: الحق أن من فسر آيات الاستواء وغيرها من آيات الصفات على طريقة المتكلمين لا يعد من أهل الكفر، وأما كونه يعد من أهل السنة أو لا ففيه نظر، فمن يقول إن أهل السنة هم الذين يستمسكون بظواهر نصوص الكتاب والسنة في مسائل العقائد ويتبعون السلف الصالح من علماء الصحابة والتابعين وأئمة الأمصار في الحديث والفقه كالفقهاء الأربعة المتبعين أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وأقرانهم كالأوزاعي والثوري والبخاري ومسلم إلخ، في الإمساك عن الخوض في صفات الله تعالى بالرأي والتأويل المخرج للنصوص عن المتبادر من معانيها اللغوية حقيقتها ومجازها -من يقول أن هؤلاء هم أهل السنة- لا يعدون من يتأول كل آيات الصفات على طريقة المتكلمين من أهل السنة، وأما من يتأول بعضها دون بعض كآيات الاستواء على العرش وحدها دون ما هو في معناها من الآيات والأحاديث الصحيحة في علو الله على خلقه وغير ذلك؛ فلا يأبى أن يعده من أهل السنة إذا كان يتبع جمهور السلف في سائر صفات الله تعالى أو أكثرها، ولا سيما صفات الذات، وهو الذي يوافق ما نقله أخونا الأستاذ محمد إبراهيم مير السيالكوتي الهندي من تأويل بعض علماء السلف لبعض الصفات دون أكثرها، على أن بعض تلك التأويلات التي كثر القائلون بها من الخلف الناصرين للسنة المحاربين للبدع ظاهرة البطلان، كتأويلهم للرحمة الإلهية بما اتخذوا منه قاعدة لتأويل أمثالها وهو قولهم إن الصفات التي تدل على انفعالات في المبدأ وأفعال في الغاية تفسر بغايتها لا بمبدئها كتفسير الرحمة بالإحسان، فهذا تحكم في صفات الله تعالى. وبعض ما ذكره من النقول لا قيمة له ولا لقائليه.
وسبب هذا التحكم الملجئ لهم إلى التأويل هو أنهم أرادوا التفصي من تشبيه الله تعالى بخلقه، وظنوا أنه يلزمهم هذا في مثل صفات الرحمة والغضب والمحبة والبغض، ففسروها بحسب غاياتها فصارت معانيها معطلة أو متداخلة، فالرأفة والرحمة والمحبة والرضا والفرح وما في معناها لا مدلول لها عندهم إلا الإحسان والإثابة مثلًا، كما ظنوا أنه لا يلزمهم في صفات العلم والقدرة والإرادة، والحق أن معاني هذه في أصل اللغة محدث تجل عنه صفات الله تعالى، فإن لم تكن انفعالات فينا فهي على مقربة منها، بل العلم البشري إنما يحصل بانطباع صور المعلومات في ذهن الإنسان، فهو نوع من الانفعال.
وإنما الطريقة المثلى في الجمع بين العقل والنقل في الصفات أن يقال: إنه قد ثبت بهما أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وثبت عقلًا أن خالق العالم لا بد أن يكون متصفًا بصفات الكمال، وثبت نقلًا عن الوحي الذي جاء به الرسل وصفه تعالى بالعلم والقدرة والرحمة والمحبة والعلو فوق الخلق كله والاستواء على العرش وتدبير أمر العالم كله، فنحن نتخذ قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[١١]﴾ [الشورى: 11] قاعدة ومرآة لفهم كل ما وصف به تعالى نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وهو أنه ليس كمثله شيء، وأنه سميع بسمع ليس كمثل أسماع المخلوقين، وبصير ببصر ليس كبصرهم، وعليم بعلم ليس كعلمهم، ورحيم برحمة ليست كرحمتهم، ويحب بمحبة ليست كمحبتهم، ومستو على عرشه استواءً ليس كاستواء ملوكهم على عروشهم، ويدبر أمورهم تدبيرًا ليس كتدبير ملوكهم ورؤسائهم ودهمائهم لما يدبرونه، إلخ.
هذا مذهب أهل السنة والجماعة الذي كان عليه أهل الصدر الأول، وهو لا ينافي كون بعض النصوص في الصفات ولا سيما صفات الأفعال ورد بطريق المجاز كتأويل الإمام أحمد لآيات المعيَّة، فمن قال بذلك في بعضها مع التزامه هذه القاعدة في جملتها؛ لأنه رأى أسلوب اللغة يقتضي ذلك، لم يكن به خارجًا عن مذهب السنة وهدي السلف، وإن أخطأ في ذلك فهو مغفور له إن شاء الله تعالى.
وكيف يكون مَن يلتزم طريقة المتكلمين في تأويل كل الصفات، كما هو ظاهر عبارة السؤال «آية الاستواء وغيرها» من أهل السنة والكلام في جملته بدعة، وقد قال أبو حامد الغزالي من أكبر نظار المتكلمين أنه ليس من الدين، وإنما اضطر إليه لرد شبهات الفلاسفة والمبتدعة لحماية العقيدة، فهو كحرس الحاج عند وجود قطاع الطريق ليس من أركان الحج ولا من واجباته بل تلجئ إليه الضرورة من الخارج.
ولكن المتوغلين في علم الكلام كانوا وما زالوا يفتنون بها، ولكن فحولهم رجعوا في أواخر أعمارهم إلى طريقة السلف، وهي السنة الصحيحة، كما ثبت عن أبي الحسن الأشعري وأبي المعالي إمام الحرمين، وأبي حامد الغزالي والفخر الرازي وغيرهم رحمهم الله تعالى.
وهنالك اصطلاح آخر وهو أن أهل السنة فريقان: سلف وخلف، فالسلف مَن يتبعون في آيات الصفات التفويض، والخلف من يتبعون التأويل، ولكن مع حصر الخلف الداخل في مذهب أهل السنة في بعض المتكلمين وهم الأشاعرة والماتريدية دون المعتزلة والخوارج والشيعة.
فعلى هذا الاصطلاح قد يعد المسئول عنه من أهل السنة إذا كان يستثني من التأويل صفات المعاني التي لا يتأولها هؤلاء مثلًا – وهو الذي جرى عليه المفتي السيالكوتي ولا مشاحة في الاصطلاح[5].
اذا لم تجد اي اجابة كاملة حول حكم في استفتاء في فتوى عن آيات الاستواء والصفات فاننا ننصحك بإستخدام محرك البحث في موقعنا مصر النهاردة وبالتأكيد ستجد اجابة وافية ولا تنس ان تنظر ايضا للمواضيع الأخرى اسفل هذا الموضوع وستجد ما يفيدك
شاكرين لكم حسن زيارتكم في موقعكم الموقر مصر النهاردة