اكتب موضوع عن رحلتي الى بيت جدي و جدتي، و اصف الطريق و ما شاهته على الطريق و كيف ذهبت و كل ما شاهته هناك تشرفنا بكم، نوفر لحضراتكم اكتب موضع عن رحلتي الى بيت جدي و جدتي، و اصف الطريق و ما شاهته على الطريق و كيف ذهبت و كل ما شاهته هناك كما عودناكم دوما على افضل الإجابات والحلول والأخبار الرائعة في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم اكتب موضع عن رحلتي الى بيت جدي و جدتي، و اصف الطريق و ما شاهته على الطريق و كيف ذهبت و كل ما شاهته هناك
اكتب موضع عن رحلتي الى بيت جدي و جدتي، و اصف الطريق و ما شاهته على الطريق و كيف ذهبت و كل ما شاهته هناك
إلى والدتي، شكرًا لكونك أمي، وأعتذر منكِ عن بكائكِ الذي سيتسبب به مقالي.
إن سألتموني عن بيت الأحلام، سأصف لكم بيتًا من طابقٍ واحدٍ، بسيط، بنوافذ متسعة، يُطل على حديقةٍ غنّاء، وتدخله الشمس من جميع الجهات.
لم أحظَ يومًا بمثل هذا البيت، تنقّلت في ثلاث شققٍ سكنية لم يمثّل أيّ منها مفهوم البيت الحُلم، فهي بالنسبةِ إليّ أقرب إلى المكعبات الأسمنتية منه للبيوت.
وحده منزل جدي رغم كونه شقة سكنية، كان يُمثل البيت الحق، فحضن جدتي أشبه بالحديقة، وحنان جدي كان شمسًا لا تغيب، والمنزل على صغره كان متسعًا بحجم الكون.
بيت جدي، حيث تختلط روائح الطعام المصري الأصيل لجدتي، برائحة معسّل القص في نارجيلة جدي التي لا تنطفئ.
بيت جدي، حيث الزحمة المحببة إلى النفس، لسبعِ أخواتٍ، وجيش صغير من الأحفاد الأشقياء كانت طلباتهم أوامر لا جدال فيها.
في بيت جدي، كان لنا نحن الأحفاد الفلسطينيين دلالاً من نوعٍ خاص، دلالاً كان يُقابَل بصيحاتِ الاعتراض من بقية الأحفاد، فكان رده على المعترضين مصحوبًا بضحكته الجميلة “إنتو موجودين على طول، بس هما بيجوا الأجازة وبس”.
نعم، كان جدي يمنحنا حنانًا مضاعفًا ليكفينا في غيابنا عنه طوال العام، لكنه لم يكن يدري أن هذا الحنان سيكون زادًا لمدى الحياة.
في بيت جدي كانت أولى مصر النهاردة الفعلية تجاه الله، فقد أراد لأحفاده أن يكونوا من حفظة القرآن الكريم، فأحضر لنا شيخًا يعلّمنا ويحفظنا إياه.
أذكر جيدًا كيف كان هذا البيت مفتوحًا للجميع، فقد كان قِبلة أطفال شارعنا، يجدون في جدي جدًا لهم جميعًا.
أذكر أيضًا كيف كانت تمر على البيت بائعات البيض والجبن والتين الشوكي، وهن ممتلئاتٍ بالعشم أن لا يردهن خائبات، ولم يُخذلن فيه أبدًا، فجدي إذا استشعر في إحداهن إرهاقًا كان يأخذ كل ما معها لتعود لبيتها بسرعة.
حتى أكثر مشاهد الطفولة التي ما زالت وستظل تضحكني مرتبطة بهذا البيت، فإلى جواره كان معمل الطرشي/ المخلل المملوك لجدي، الذي اعتدت أن أتسلل إليه لآخذ منه ملء يديّ وأركض قبل أن يعاجلني أحدهم، هناك زُرعت في نفسي محبة الملح، وتجنبت بذلك إدمان الشوكولاتة الذي لا تسلم منه أي فتاة.
لم أكن أريد لهذا البيت الجميل أن يختفي، أردته أن يظل دائمًا وأبدًا حتى وإن غاب أصحابه، لكن هذا لم يحدث للأسف.
فبعد وفاة جدتي ثم جدي، اختفى البيت، لا أدري إن سكنه آخرون أو تحوّل إلى عيادة طبيب، لا يشكّل ذلك فارقًا، لكن البيت ما زال يشغل حيّزًا في قلبي، ما زال موجودًا كما هو بأثاثه الذي يُميّز البيوت المصرية القديمة، حيث الأسرّة المرتفعة، وطقم الأنتريه المذهب علامة البيت المصري الصميم، وما زالت ذاكرتي تحتفظ بالروائح والأصوات وكل التفاصيل الجميلة التي عشتها في هذا البيت الدافئ.
في النهاية.. أعترف أني تمنّيت لو كان لي حق يمكنني من ميراث هذا البيت، لكني ورثت ما هو أهم وأبقى، ورثت عن جدتي ملامح وجهها كاملةً، وورثت عن جدي سيرة عطرة قلما يحظى بها أحد، فلروحهما السلام والغفران.