اذاعة عن المحافظة على الممتلكات العمومية، فإن المجتمعات تنهض بأبنائها الذين يكونون على قدر عالٍ من المسؤولية، فلا بُدّ من التربية والتعليم السليم للأطفال منذ نعومة أظفارهم، عن حب المجتمع الذي يعيشون به والمحافظة عليه، فهذا يعكس صورةً حضاريةً عن مدى حب الأفراد لمجتمعهم عبر المحافظة عليه، وفي هذا المقال سنقدم اذاعة عن المحافظة على الممتلكات العمومية.
اذاعة في المحافظة على الممتلكات العمومية
الممتلكات العمومية هي ملكية مخصصة لإستخدام العمومية، وهي مجموعة فرعية من ممتلكات الدولة، ويمكن استعمال المصطلح إما لوصف الاستخدام الذي يتم وضع الملكية فيه، أو لوصف طبيعة التملك، وفيما يأتي اذاعة في المحافظة على الممتلكات العمومية:
- الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن دائرة الإفتاء العام لتؤكد على وجوب الالتزام بأحكام الشريعة الغراء، وتحكيم لغة العقل والمنطق، ومراعاة مصالح الوطن والمواطن، وضرورة الحفاظ على الممتلكات العمومية والخاصة، وحماية مكتسبات الوطن ومنجزاته.
- كما تدعو لـ الإصلاح الشامل في مختلف ميادين الحياة؛ تحقيقًا لقول الله عز وجل: “إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”.
- تُذكِّر أن الإسلام العظيم يُحرِّم الاعتداء على الأنفس والأعراض، وكذلك يُحرِّم الاعتداء على الأموال والممتلكات سواء العمومية منها أو الخاصة، ويُلزم المعتدي ضمان ما أتلف، بأن يَرُدَّ مثله إن كان مثليًّا، أو قيمته إن كان قيميًّا، وإن تقادم عليه زمن ما أتلف.
- كما يُحرِّم الإسلامُ الترهيبَ وترويعَ الناس، ويعدُّه من الكبائر، تحدث صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه”، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: “فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا”.
- من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعمل على رأب الصدع، وليسعَ لـ إصلاح ذات البين، وتجنُّب الإفساد والتحريض بين الناس، ومحاربة كل من يتصيد الحوادث لإثارة الفتن؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أحكي تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين”.
- إننا نهيب بعلماء الأمة والحكماء والوجهاء من أبناء وطننا الغالي، أن يقوموا بدورهم التوجيهي والإصلاحي، وأن يضعوا نصب أعينهم المصالح العليا للأمة والوطن، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلدنا آمنًا مطمئنًا، ويُجنِّبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وسائر بلاد المسلمين، إنه نعم المولى ونعم النصير.
تابع أيضًا:
المحافظة على الممتلكات العمومية
وفيما يأتي عدة نقاط توضح المحافظة على الممتلكات العمومية، وواجبات الفرد اتجاه المجتمع الذي يعيش فيه:
- إن دين الإسلام يعلي من أمر النظافة والمساهمة في تنقية المرافق العمومية من الشوائب، بل جعل ذلك شعبة من شعب الإيمان، حيث تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ”.
- هل من يفسد في الممتلكات العمومية متقيد بهذا الأدب الإسلامي الرفيع، فإذا تعود الأبناء عدم الاكتراث بالنظافة والمحافظة على الأماكن العمومية والإفساد فيها فإنهم سوف يتعودون عدم المحافظة على النظافة داخل بيوتهم وفي حياتهم الشخصية ، فتجد أحدهم يعيش في المنزل من فوق النفايات ولا يكلف نفسه بأن يرفعها ، ولا يهتم بترتيب ملابسه وحاجياته في البيت.
- قد يتعدى ذلك الأمر لـ أن يبدأ الإفساد في مقتنيات البيت، فيلعب بالكرة على سبيل المثال داخل المنزل فيحطم الأثاث والإضاءة وغيرها.
- إذا لم نربي الأولاد على المحافظة على الأموال والممتلكات العمومية، فسنكون أول من يدفع الثمن عبر سلوكياته في المنزل، وقد تحتاج لخادم أو خادمة لكل ولد أوبنت في المنزل، ناهيك عن التكاليف التي تمول لمتابعة إصلاح ما أفسدوه.
- يجب تربية أنفسنا وأهلينا وأولادنا على المحافظة على الممتلكات العمومية، فإذا خرجنا على سبيل المثال في نزهة، فلنحرص أن يكون معنا أكياس للنفايات نضع فيها نفايات الرحلة، ثم نتوجه لأقرب صندوق للنفايات ونضعه فيها.
- يجب أن تُشرّع بعض العقوبات وليكن منها ماليًا بحق الولد الذي يفسد في داخل البيت أو في الممتلكات العمومية، ويجب أن تشرع البلديات غرامةً على كل من يثبت محاولة إفساده للممتلكات العمومية.
تابع أيضًا:
موقف النبي اتجاه الممتلكات العمومية
إنَّ الله حرَّم الاعتِداء على مال الغير بأيِّ نوعٍ من العُدوان، وجعَلَه ظُلمًا يكون ظلمات يوم القيامة، ووضَعَ له عقوبات دنيويَّة بالحدِّ أو التعزير بما يتناسب وحَجْم الاعتداء وأهميَّته، فإنه حرَّم علينا الاعتداء على الممتلكات العامَّة، التي ليس لها مالِكٌ معيَّنٌ؛ فهي مِلْكٌ للجميع، ولكلٍّ فيها قدرٌ ما يجبُ احترامه، والظُّلم فيه ظُلمٌ للغير وللنفْس أيضًا، والله لا يحب الظالمين.
وقال النبي صلَّى الله عليه وسلّم، فيمَن استغلَّ وظيفتَه ليكْسِبَ بها لنفسه، حينما جاء بما جَمَعه من الصَّدقات المفروضة، واحتجزَ لنفسه الهدايا التي قُدِّمَتْ إليه، تحدث: “هلاَّ جَلَس في بيت أبيه وأُمِّه؛ حتى ينظرَ أيُهْدَى إليه والدة لا”، وحذَّر من مَجيء هذه الأموال المختلسة شاهِدَ إدانة عليه يوم القيامة يَحملها على ظَهْره، ولا مُجير له يدافعُ عنه، كما بيَّن أنَّ مَن وُلِّيَ على عملٍ وأخَذَ أَجْره، كان ما يأخذه بعد ذلك غُلولاً.
الأسباب والدوافع للعبث بالممتلكات العمومية
إن ضعف الانتماء والفراغ، وعدم متابعة الآباء لأبنائهم، والإحساس بالنقص لدى بعض الشباب وصغار السن هي سبب، لذا فإننا نحتاج لـ تضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة، ونحتاج أيضًا لـ القدوة الحسنة، وإيجاد برامج ونشاطات في المدارس وغيرها، تعمل على تقوية الوطنية لدى الشاب، أيضًا متابعة الآباء لأبنائهم باستمرار، وغرس حب الآخرين في نفوسهم، وعلى وسائل الإعلام وخطباء المساجد دور كبير في التوعية بسلبية هذه الظاهرة، وتكاتف المواطنين -من مرتادي هذه الأماكن- بالنصح لمن يقومون بالعبث في الممتلكات العمومية، وبيان سلبية ذلك لهم، والإبلاغ عنهم فورًا في حال عدم الاستجابة، وذلك حفاظًا على المال العام. فهذه الأماكن وغيرها كلفت الدولة مبالغ طائلة، فيجب على الجميع الاهتمام بها.
أهمية المؤسسات التربوية في المحافظة على الممتلكات العمومية
تستطيع المؤسسات التربوية أن تحد من ظاهرة الاعتداء على المال العام إذا ما أكسبت أفراد المجتمع في خلال سنوات الدراسة وما بعدها بعض المفاهيم الأساسية، ومن أبرز هذه المفاهيم:
- المال العام: كل ما تحوزه الدولة، وله ذات قيمة، ويعود نفعه لأفراد المجتمع.
- الاستخلاف: عمارة الأرض كما ما شرعه الله سبحانه تعالى، وقد شرف الله سبحانه تعالى الإنسان بهذه الوظيفة دون سائر المخلوقات، ووهبه من الخصائص ما يعنيه على أداء مهام الخلافة؛ ومن هذه الخصائص القدرة على التعلم، وحرية الإرادة، والعقل، فالخليفة يعرف كيف يتعامل مع كل ما يحيط به بما في ذلك المال العام.
- التسخير: التسخير لغةً القهر والتذليل، ومعنى هذا أن الأشياء على هذه الأرض والكواكب والنجوم لا تمتلك إلا أن تكون لصالح الإنسان وخدمته، فمفهوم التسخير يدل على أن سائر المخلوقات هي في خدمة الإنسان، وهو مطالب بأن يعرف كيف يحصل على ما يفيده منها، والمال العام من بين الأمور المسخرة للإنسان.
- الجزاء: المكافأة على التصرفات التي تصدر عن الأفراد، ويكون ثواباً في حالة التصرفات الخيرة، وعقاباً في حالة التصرفات التي تنطوي على شر، وإضرار بالفرد والمجتمع.
- الدولة: مجموعة من الأفراد تقيم في إقليم معين، وتربط بين أفرادها أواصر عديدة يأتي في مقدمتها الدين، و، وتتمتع بالاستقلال والسيادة، ولها أنظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية الخاصة بها.
- الضمير: قوة داخلية تنمو مع نمو الفرد، والضمير رقيب داخلي يعمل على إبعاد صاحبه عن اقتراف الأعمال غير المرغوب فيها، وتوبيخه في حالة إقدامه على ذلك، والنفس اللوامة التي أقسم بها الله سبحانه تعالى هي هذا الرقيب الداخلي الذي يغني في حالة اكتماله عن الحاجة للرقابة الخارجية.
- العبادة: اسم جامع لما يحبه الله سبحانه تعالى ويرضاه؛ وبهذا فإن الصلاة عبادة، والصيام عبادة، والمحافظة على الأثاث، والمحافظة على المال العام عبادة.
- الوسطية: ضمن الشيء أعدله وأفضله؛ لقوله سبحانه تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً”، فالوسطية خاصية من خصائص الأمة الإسلامية التي تدل على حسن التصرف في كل موقف من المواقف، والأمة الوسط تبتعد عن التبذير والإسراف، وتحافظ على المال العام، ولا تنفقه إلا في الأوجه المشروعة.
إن اكتساب الطلاب لهذه المفاهيم الأساسية مقدمة لا غنى عنها إذا ما أريد لهم أن يحسنوا التعامل مع المال العام، وهذه المفاهيم المجردة لا تؤتي أكلها إلا إذا غرست معها مجموعة من القيم والاتجاهات في نفوس الطلاب.
تابع أيضًا:
الأساليب التربوية للمحافظة على الممتلكات العمومية
يعتمد اكتساب المفاهيم والقيم والاتجاهات على استعمال أساليب تربوية ملائمة، ومن أبرز الخصائص التي تتصف بها هذه الأساليب أنها متعددة؛ فالمربون يمكنهم توظيف الأسلوب القصصي، وأسلوب المناقشة الذي يعتمد على الاستقراء، والأسلوب الاستقصائي الذي يقوم على جمع البيانات من مصادر متعددة، وكلما تعددت الأساليب التربوية أصبح الوصول لـ الهدف المنشود أكثر قربًا، وأسهل منالًا، وفيما يأتي بعض هذه الأساليب:
- الأسلوب التربوي الملائم لإكساب الطلاب المفاهيم والاتجاهات السليمة نحو المال العام يعرض للطلاب حضور صحيحة، ويحرك عواطفهم وانفعالاتهم؛ فالطريقة الناجحة لا تقتصر في خطابها على الناحية العقلي من الشخصية الإنسانية؛ بل تُعنى بالجانب النفسي، وعلى المربين اختيار الأسلوب الملائم للمرحلة العمرية للطلاب.
- والأساليب التربوية الفعالة التي تراعى جوانب الشخصية الإنسانية كلها تستثمر قابلية الإنسان للتعلم باستخدام الثواب والعقاب.
- كل نظام تربوي يغفل العقاب، أو يسيء استخدامه يعوق نمو القيم عند الطلاب، وليس معنى هذا أن يسود الإرهاب، وأن تعتمد التربية الأساليب القمعية، فالجزاء من جنس العمل، والذي يحسن التصرف يكافأ على ما يأخذ عنه، والذي يعتدي على المال العام ينبه لـ خطئه أولاً، ثم يعاقب عقوبات تلائم مستوى الاعتداء، وعمر المعتدي ودوافعه.
- علينا أن ندرك أن حماية الأفراد من الوقوع في الخطأ تسبق إيقاع العقوبة؛ ولهذا لابد من وجود توعية كافية في كافة المراحل التعليمية، تهدف لـ التعريف بأهمية المال العام، وسبل المحافظة عليه، والآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تترتب على الاعتداء عليه.
- الأسلوب التربوي الذي يبالغ في التساهل مع المخالفين بدعوى مراعاة نفسية الفرد يسهم في إيجاد جيل متمرد؛ أما الأسلوب الذي يبالغ في الزجر والتخويف فيسهم في إيجاد جيل مقهور، لا يستجيب إلا للمثيرات التي ترد إليه من الخارج.
- ونظراً لتباين قدرات الطلاب العقلية؛ فإن الاهتمام بالتعلم الذاتي يصبح مطلباً ملحاً، ويمكن أن توجه التربية الطلاب للإفادة من التقانات التربوية، والطفرة الحالية التي يشهدها العالم في مجال البيانات.
- يضاف لـ ذلك أن الجو العام الذي تهيئة المؤسسات التربوية جزء لا يتجزأ من الطريقة، فالقدوة أسلوب تربوي شديد التأثير، والطلاب الكبار يعدون قدوة لمن هم أصغر منهم سناً.
- والمناخ الذي يوفر للطلاب جواً من الحرية أكثر ملاءمة من مناخ قائم على الاستبداد؛ ففي أجواء الحرية يسأل الطلاب عن هذه المشكلة أو هذه؛ وهذا ما قد يجنبهم الوقوع في الخطأ، أما الأجواء غير المناسبة فتصيب الطلاب بحالة من الإحباط، ولهذا يلجأ هؤلاء لـ التنفيس عن الإحباط بالاعتداء على ممتلكات المدرسة من أثاث وأجهزة ، وغير ذلك.
- إن فاعلية الأساليب التربوية تقاس بمدى قدرتها على تحقيق الأهداف، ومن الأهداف الأساسية للتربية تنمية الضمير الداخلي في الفرد؛ كي يكون رقيباً على الفرد ذاته، وبلوغ درجات الإحسان هدف يجب أن يضعه نصب عينيه كل تربوي مخلص لله سبحانه وتعالى، ويجب أن تقاس فاعلية الأساليب التربوية بمدى جدارتها في تقريب الطالب لـ هذا الهدف الذي يمثل قمة العبادة بمعناها الشامل.
القيم التي يجب أن يمتلكها الإنسان
يجب على كل إنسان أن يمتلك القيم والمبادئ والأخلاق، التي تجعل منه إنسانًا واعيا مدركًا لأهمية الممتلكات، والمحافظة عليها، وفيما يأتي القيم التي يجب أن يمتلكها الإنسان:
- أن يستشعر أن الله سبحانه تعالى يراقبه في كل تصرف يقوم به؛ ويدخل في ذلك طريقته في التعامل مع المال العام.
- أن يحافظ على بيئته التي يعيش فيها، وأن يتجنب إلحاق الضرر بها، سواء أكان ذلك في مجال المال العام والدة المال الخاص.
- أن ينهج في تصرفاته منهجًا ضمنًا؛ كأن يحرص على ترشيد الاستهلاك، وتجنب الإسراف.
- أن يتخير الأصدقاء الذين يعينونه على أداء الأعمال الصالحة، وأن يحذر من أصدقاء السوء.
- أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح، والمعلمين، وكل من يعرف بحسن التصرف في الأقوال الأفعال.
- أن يعتقد بأن الله سبحانه تعالى يحاسب الإنسان يوم القيامة على كل ما يأخذ عنه من أعمال، وهذا الاعتقاد الجازم رادع للمرء من الاعتداء على المال العام، وحافز قوى للمحافظة عليه، فالخوف والرجاء كجناحي طير؛ لا تستغني التربية عن واحد منهما.
- أن يعتقد بأن المجتمع المسلم كالجسد الواحد، فكل اعتداء على عضو يؤثر على سائر الأعضاء المختلفة، والاعتداء على المال العام يؤثر سلباً على كل المؤسسات التي تشرف عليها الدولة؛ خدمةً لأفراد المجتمع كافةًا.
- أن يعوِّد نفسه على الطاعات، وأن يحارب الأهواء والرغبات؛ وهذا لا يكون إلا بالتدرج.
- أن يحاسب نفسه على التصرفات التي تصدر عنه عندما يتبين أنها تضر بالمصلحة العمومية، وأن يندم على ما بدر منه.
- أن يعتذر عن التصرفات التي يقوم بها وتلحق الأذى بالآخرين أو بالمال العام، وأن يعيد ما أخذه من المال العام، ويدفع ذات قيمة ما ألحقه من أذى، وأن يعلن ندمه على ذلك، وعزمه على عدم تكرار ما صدر عنه من مخالفات.
تابع أيضًا:
حكم الاعتداء على الممتلكات العمومية
فإنّ الاعتداء على الممتلكات -سواء كانت خاصة والدة عامة- يوجب الضمان والتعويض، ولو كان الاعتداء يسيرًا، فمن صرح على طاولة، أو خرب أرضية المدرسة، فيجب عليه أن يضمن ذات قيمة ما أحدثه، ويدفعه لـ الجهة المسؤولة، إلا أن يبيحوه له ويسامحوه، فللمال العام حرمة كحرمة المال الخاص؛ بل هو أشد كما تحدث بعض العلماء؛ إذ هو اعتداء على حقوق كله، والخاص اعتداء على حق فرد واحد، والمال الخاص له من يحميه، أما المال العام فحمايته مسؤولية المجتمع كله. وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك.
نصيحة لـ من يعبث بالممتلكات العمومية
من هنا نوجه نصيحة خالصة من القلب لـ من عبث بالممتلكات العمومية، وخاصة المؤسسات التعليمية من مدارس على اختلاف أنواعها والجامعات، فهي ليست ملكًا لفئة موحدة من الطلبة، تعبث بها ما تشاء، وإنما هي ملك عام، يتعلم فيها أبناء الشعب جيلًا بعد جيل، ولكن مما يؤسف جدًا أن نرى مدارسنا قد تحولت لـ أنقاض، وذهب جمالها، فترى الجدران وكأنها قطعه سوداء، من كثرة الكتابة والرسم عليها، بأقلام الرصاص وغيرها، ولم تسلم النوافذ، فلا ترى شباكًا إلا وقد تحطمت منه الكثير من الزجاجات، وغير ذلك الكثير، بمعنى أن كل شيء في المدرسة لم يسلم من الأذى والتحطيم.
عزيزي الطالب، أليس من واجبك أن تحافظ على مدرستك؟ فبدلاً من أن تصرف الدولة مبالغ واسعة لترميم المدارس سنويًا، فبالإمكان بناء مدرستين أو ثلاثة أو أكثر كل سنة لاستيعاب الاكتظاظ الحاصل في المدارس اليوم.
وفي انتهاء هذا المقال نكون قد قدمنا لكم اذاعة عن المحافظة على الممتلكات العمومية، وما يجب فعله من أفراد المجتمع لضمان حماية الممتلكات العمومية؛ لأنها موجودة لهم ولخدمتهم.
المراجع
aliftaa.jo , , 06-06-2021
سورة هود , الآية 88
saaid.net , , 06-06-2021
صحيح مسلم , أبو هريرة،مسلم،35،صحيح
سورة البقرة , الآية 143
alukah.net , , 06-06-2021
islamweb.net , , 06-06-2021