من هو بكر بن غانم ويكيبيديا السيرة الذاتية وتفاصيل رواية قطع رأس بكر بن غانم على يد عليٍّ الأكبر عليه السلام
من هو بكر بن غانم ويكيبيديا السيرة الذاتية وتفاصيل رواية قطع رأس بكر بن غانم على يد عليٍّ الأكبر عليه السلام حيث ان الكثير يرغب في التعرف على بكر بن غان و علي الاكبر عليه السلام ,حيث ان ما يتداوله بعض الخطباء (وفقّهم الله) وهم يسردون وقائع قتال عليِّ بن الحسين الأكبر عليه السلام في يوم عاشوراء، ومؤدّاه: أنّ رجلاً فارساً فاتكاً من جيش عمر بن سعد يُقال له: (بكر بن غانم) برز لقتال عليٍّ الأكبر عليه السلام ، فتقاتلا وتمكّن عليُّ بن الحسين عليهما السلام من قتل غريمه ابن غانم، ثم احتزّ رأسه، وأتى بالرأس إلى أبيه الحسين عليه السلام متفاخراً بذلك، وطالباً للجائزة على فعله وبطولته، ولم يكن يطمع بأكثر من شربة ماءٍ.
ولعلّ كثرة تردُّد هذا الخبر على الأسماع جعل بعضنا يأنس به رغم غرابة العمل ـ وهو قطع الرأس ـ واستبعاد صدورهِ من سليل الرسالة ونجل النبوة، عليّ بن الحسين الأكبر عليه السلام ، فلم نتساءل ـ كعموم مستمعين لا كأفراد ـ : أليسَ هذا الفعل مخالفاً لما جاءت به النصوص الواردة عن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام من حُرمة المُثلة، فكيف يُستساغ هذا التمثيل من حزّ الرأس وحمله باليد؟!!
يحقّ لنا أن نضع هذا الخبرَ المُتداول على ألسنة بعض الخطباء والذاكرين على طاولة البحث والنقد، والذي ترسّخَ بمرور الزمن ممزوجاً بشجاعة عليٍّ الأكبر عليه السلام في كربلاء، ومشوباً بصورة مثيرة للعواطف والبكاء، فقد رجع الأكبر عليه السلام لأبيه الإمام الحسين عليه السلام يشكو العطش الشديد وطلب الجائزة برأس بكر بن غانم.
بعد البحث والتتبع يُمكننا القول بثقةٍ وتثبّت: إنّ خبر قطع رأس بكر بن غانم لم يرد في مصدرٍ معتبر ولا مقتلٍ معتمَد، وهو أمرٌ يُثير الاستغراب والدهشة، فمع شهرة هذا الخبر وتداوله لا ترى له أثراً في المصادر وكتب المقاتل!!
بل الأكثر غرابةً أنّ الكتب غير المعتبرة ـ والتي اشتملت على الصحيح والضعيف من أخبار عاشوراء ـ خلت هي الأُخرى من هذا الخبر، أو ذكرت قتل الأكبر عليه السلام لبكر بن غانم دون الحديث عن حزّ الرأس، فضلاً عن حمله إلى أبيه الحسين عليه السلام .
فكمال الدين الحسين بن علي الواعظ الكاشفي المتوفّى سنة (910 هـ)، صاحب كتاب (روضة الشهداء)، لم يأتِ على ذكر الخبر من قريب أو بعيد[1]، مع انتهاجه للأُسلوب القَصصي في عرض الحوادث، والذي قد يصل أحياناً إلى الأُسلوب الخيالي.