طريقة تحليل نص فلسفي

ما هو النص الفلسفي؟

النص الفلسفي هو عبارة عن نص يناقش الكثير من النواحي الفلسفية والفكرية حول إشكالية موحدة يتم مناقشتها وقد تكون هذه الإشكالية الإجابة عن سؤال هام في الحياة، مسألة فلسفية عن الوجود، حيث تتداخل المفاهيم في هذا النص الفلسفي، وقد يطُلب منا في بعض الأحيان حضور هذه النواحي حتى نحلل هذا النص ونقوم بنقده والتفكير في هذه النواحي وتبسيطها لكافة من يقرأ هذا النص.

جوانب لابد من القيام بها من أجل تحليل النص الفلسفي

النص الفلسفي يحتاج منا لـ فهم الإشكالية، وفهم الأسئلة التي تعبّر عن الفكرة الفلسفية، وكيفية تحليلها ونقدها بما يتناسب مع المعطيات الموجودة في علم الفلسفة والمنطق، ووفقاً للمنهج المتبع في التحليل والنقد، وهذا التحليل والنقد لكي يكون صحيحاً علينا أن نتبع الكثير من الخطوات ومنها:

اقرأ النص جيداً وافهم ما جاء به من فكرة عامة
عليك في البداية أن تبدأ بالتعريف بالكاتب أو الفيلسوف الذي قام بكتابة هذا النص الفلسفي، ومنهج هذا الفيلسوف في التفكير والكتابة، وبعد هذا التعريف القصير تبدأ في قراءة النص عدة مرات من أجل فهم الفكرة العمومية، ثم كتابة مسوّدة بها كافة المفاهيم والمصطلحات الفلسفية التي جائت في هذا النص، وبعد ذلك يمكن تقسيم العبارات التي تدل على مشكلات ومواقف ذات دلالة وحجة موحدة لكي تخرج بالفكرة المطلوبة في التحليل والنص والأفكار الأساسية التي ستعرضها على القراء.

حدد الإشكالية في النص الفلسفي
تعد الإشكالية وتحديدها من أهم الأمور في تحليل هذا النص، فبعد أن تقوم بالخطوات السابقة التي تناولناها، عليك أن تضع أسئلة حول الإشكالية التي يطرحها النص الفلسفي بشكل عام، ووضع هذه الصيغ التساؤلية من أهم الأمور التي تطرح فكرة النص وكيفية تحليله.

وهذه الأسئلة تحمل أفكاراً محددة، مثل حضور المفاهيم والمصطلحات الأساسية، وتحديد العبارات والنصوص المعبّرة التي يفهم منها القيمة الأساسية لفلسفة النص المطروح، وذلك من أجل نقاش هذه القيمة وفقاً للأسئلة المطروحة سابقاً.

ومن في هذه الخطوة وهي تحديد الإشكالية والمفاهيم الأساسية للنص الفلسفي، فمن في الأمور المهمة التي تحوي هذا التحديد هو الصياغة اللغوية المناسبة لهذه الإشكالية حتى تكون مفهومة عند القارىء بشكل سلس وسهل لغوياً يصل بالفكرة بشكل مباشر وغير غامض أو معقد، وهذا يتطلب انتقاء الألفاظ بدقة متناهية.

اكشف عن الحجج والأدلة الموجودة في النص الفلسفي مع نقدها وتحليلها
تعتبر من أهم الأمور في مراحل تحليل النص الفلسفي، حيث تتطلب هذا التحليل التوضيح عن الحجج والبراهين التي يقوم بطرحها عبر طرح الأفكار ودلالتها حتى يقنع القارئ بهذه الحجج التي تعبّر عن الأمور التي تم طرحها فلسفياً.

وهذه الألة تنقسم للعديد من التقسيمات، فقد تكون طرح الدليل يحتاج لجلب فكرة فلسفية مغايرة، أو فكرة فلسفية متطابقة مع الأفكار الموجودة في النص الفلسفي الذي بين يدي القراء، وقد تكون الأدلة استشهاد بأقوال الفلاسفة عن الفكرة الموجودة في الطرح الفلسفي، أو أقوال العلماء والحكماء، أو الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم طرحت هذه الفكرة بمنظور ديني، أو أدلة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يسمى في تحليل النص الفلسفي بمنطق النص، أي عرض المنطقية والحجج والدلالة عبر عرض النصوص التي تدعم فكرة النص الفلسفي.

وبعد عرض هذه الحجج والأدلة، لابد من القيام بتحليل هذه النصوص والاستعانة ببعض الأفكار المختلفة المطروحة في نصوص فلسفية أخرى، إما أن تكون هذه النصوص مطروحة بنفس الفكرة الفلسفية، أو فكرة داعمة لها.

ويمكن لمن يقوم بتحليل النص الفلسفي أن يعرض رأيه الشخصي بما يتناسب مع الفكرة الفلسفية المطروحة، وأن يقوم بعرض هذا الرأي بأدلة إن أمكن كي يثبت الحجة وهذا أمر يساعد على تدعيم وقوة التحليل النصي.

كتابة النتائج المستخلصة من هذا التحليل النقدي للنص الفلسفي
النتائج المستخلصة للتحليل النقدي، عبر كتابة هذه النتائج التي تحمل كافة النواحي والزوايا في هذا التحليل، حيث يمكن أن تضع الرأي الشخصي في طرح هذه النتائج ومن هنا يمكن أيضاً طرح مقترحات لحل المشكلات الموجودة في النص الفلسفي أو طرح رؤية جيدة في النص لم تكن معروفة قبل التحليل أو النقد.

ثم تأتي الخاتمة لتشمل كافة النقاط التي تم عرضها في النص التحليلي المكتوب، وهو بمثابة تلخيص سريع لأهم ما جاء به الناقد.

هذه الخطوات السابقة قد يتخللها بعض الأمور التي تفقد ذات قيمة هذا النص التحليلي، حيث يقع بعض الباحثين في بعض الأخطاء التي تقلل من النص ودقته، وهذه الأخطاء مثلاً نجدها في:

• عدم الفهم للنص وفكرته وإشكالياته بشكل عام، وسوء الفهم هذا قد يترتب عليه كتابة أفكار غير صحيحة عن النص الفلسفي، وإهمال النص الصحيح مما يفقد المعنى الكثير من الأمور التي تساعد على إيصال المعنى لـ القارىء.
• عدم الاعتماد على الحجج والأدلة الغير موثقة، فالتوثيق لهذه الحجج هام لدرجة واسعة، حيث يضع القارىء في موضع حسن من أجل فهم الأمثلة والإشكالية والاسئلة الفلسفية بجميع جوانبها خلال التحليل والنقد لهذا النص.
• النواحي الشكلية للكتابة يجب أن ترعى تماماً من جوار الباحث، فلا يمكن أن لا يهتم بالجوانب الشكلية التي تساعد على فهم النص عبر وضع الأساليب اللغوية والتشبيهات المهمة التي تساعد على صياغة متميزة وطرح رائع للقارىء من أجل فهمه.

طريقة تحليل نص فلسفي