ما معنى التقوى |
تسعدنا زيارتكم في موقع موسوعة مصر النهاردة
تحدث عمر بن الخطاب لأبي بن كعب : ما معنى التقوى التي أكثر الله من ذكرها في كتابه ؟ فقال أبيْ : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ تحدث : بلى ، تحدث فماذا كنت تفعل ؟ تحدث كنت أشمر ثيابي وأحترز ، تحدث: هذه التقوى ، تحدث ابن كثير : وقد أخذ ابن المعتز هذا المعنى من أبي بن كعب فنظمه فقال :
خـــــل الذنوب صغيرها وكبـيرها ذاك التقــــــــى
واصنــع كمــاش فــوق أرض الشـــوك يـــحذر ما يرى
لا تحقرن صغيـــــــرة إن الجبـــل من الحصــــــى
وقد أضيفت التقوى في كتاب الله لـ أمور ثلاثة :
الأول : لـ الله ومنه قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ومعناه أن نتقي غضب الله وسخطه بفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
الثاني : لـ مكان سخط الله ، ومنه قوله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة .
الثالث : لـ الزمان ، ومنه قوله تعالى واتقوا ويوما ترجعون فيه لـ الله
وتحصل التقوى بأمور :
أولها : فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه .
ثانيها : فعل السنن وترك المكروهات .
ثالثها : عدم الانهماك في المباحات وعدم التعرض للشبهات ، وتزداد تقوى الإنسان بقدر ما زاد تمسكه بهذه الأمور الثلاثة ، لكن لا بد أولا من فعل المأمور الواجب ، وترك المحظور المحرم ، فمن فعل المندوبات وترك المكروهات لكنه تارك للواجب وفاعل للمحرم فليس تقيا ، ويدل للدرجة الثالثة ما رواه الترمذي ( 2375 ) وابن ماجة ( 4205 ) والحاكم والبيهقي عن عطية السعدي تحدث : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول 🙁 لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس )
وكتب عمر بن عبد العزيز لـ رجل : أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ، ولا يثيب إلا عليها ، فإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين ، ولما ولي خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، فإن تقوى الله عز وجل خلف عن كل شيء وليس من تقوى الله خلف .
وقال أبو مجلد : أوحى الله تعالى لـ نبي من الأنبياء : قل لقومك : ما بالكم تسترون الذنوب من خلقي ، وتظهرونها لي ، إن كنتم ترون أني لا أراكم فأنتم مشركون بي ، وإن كنتم ترون أني أراكم فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم ؟
وقال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته ، وقال غيره : إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ، ثم يجيء لـ إخوانه فيرون أثر ذلك عليه .