خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1445 هو الموضوع الذي يتناوله هذا المقال، فمع انتهاء العام الهجري سيقوم الكثير من المسلمين بالبحث عن كلّ ما يتعلّق بالعام الهجري الجديد، لما للتّاريخ الهجري ذات قيمة واسعة عند المسلمين، ولذلك في هذا المقال سيقوم بتقديم نماذج عديدة عن خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد بالإضافة لخطبة عن الأشهر الحرم وخطبة عن وقفات مع بدء العام الهجري.
خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1445
فيما يأتي سيتمّ إدراج خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1445، مستوفيةً كل عناصر خطبة الجمعة من خطبة أولى وثانية ودعاء في انتهاء الخطبة الثانية وغيرها:
الخطبة الأولى
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أتمّ المرسلين، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، وسلّم تسليماً كثيرا، والدةّا بعد:
يا معشر المسلمين، أوصيكم ونفسي المذنبة والمخطئة بتقوى الله -عزّ وجل- وأحثّكم على طاعته واتّباع أوامره واجتناب نواهيه، ومعكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار، أيّها المسلمون ها نحن نستقبل عاماً هـّاً جديداً، والذي أبتا عقد سنينه من أجل مناسبةٍ عظيمة في الإسلام وهي هجرة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من مكّة لـ المدينة، والتي كانت أوّل خطوةٍ لبناء الدولة والأمّة الإسلامية، وذلك عقب أن عانى المسلمون شتّى أنواع العذاب والاضطّهاد والتّنكيل، حتى أذن الله لنبيّه بالهجرة، وكانت رحلته مع صاحبه أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- وقريشٌ تطاردهما حتّى أتمّ الله نعمته عليهما، ونجّاهما من القوم الظّالمين، وكانت هذه الهجرة الفيصل بين الحق والباطل، واكتسب المسلمون فيها العزّة بعد الذّل، والقوة بعد الضّعف، وقد اجتمع الصّحابة ليقرروا العمل بالتّاريخ الهجري، واختاروا أن تكون البداية من محرم؛ لأنّه شهرٌ حرام، يلي شهر الحج، وسار المسلمون على ذلك لـ يومنا هذا، جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بالدّين أحكي قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
اقرأ أيضًا:
الخطبة الثانية
الحمد لله ربّ العالمين على إحسانه وتوفيقه ونعمه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، وصلّ اللهم على سيّدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليماً كثيراً، والدةّا بعد:
أيّها المسلمون، حذّر النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من التّقليد الأعمى للأمم الضّالّة، فالتّشبّه بهم من الأمور المكروهة وأُمرنا كمسلمين بمخالفتهم، وكثيراً ما أمر رسول الله أن خالفوا اليهود خالفوا النصاري خالفوا المشركين، فما بال المسلمين اليوم تتبعون مراحل النصارى، وصاروا يقلّونهم في كلّ شيء، حتى تركوا تقويمهم الهجري وأخذوا يؤرخون بتاريخ الميلادي، فأوصيكم ونفسي أن نعود لنؤرخ بتاريخنا وتقويمنا الهجريّ الإسلاميّ، أيّها الناس عودوا لـ الله في عامكم الجديد، وتوبوا من الذّنوب والخطايا وافتحوا صفحاتٍ حديثة واعملوا الخيرات وأكثروا الطّاعات، أعمروا الأرض وانشروا الصلاح والفلاح، اللهم إنّا نسألك بأنّا نشهد أنّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، يا منان، يا بديع السّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعل عامنا الجديد هذا، وما بعده من السّنين والأعوام، مليئةً بالأمن والأمان والاطمئنان، اللهم ارزقنا كلّ عملٍ صالح وكلّ علمٍ نافع، اللهم ادفع عن هذه الأمة هذه الغمّة يا كريم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
اقرأ أيضًا:
خطبة انتهاء العام الهجري 1445
إنّ عناصر خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد أو عناصر خطبة انتهاء العام الهجري لا بدّ أن تتضمّن مجموعة من الموضوعات المهمّة المختلفة، فيعرّف الخطيب بقصر الدّنيا وزوالها، وضرورة محاسبة النفس في انتهاء العام، واغتنام الأوقات قبل رحيلها والتّعريف بالهجرة والتّقويم الهجري، وفيما يأتي خطبة انتهاء العام الهجري:
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق كلّ شيءٍ فقدّره تقديراً، الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرّع الشّرائع وأحكم الأحكام، وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، هو المفدّى بالقلوب، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتّابعين ومن تبعهم بإحسانٍ لـ يوم الدّين، وسلّم تسليماً كثيراً، والدةّا بعد:
يا معشر المسلمين، عامٌ هـٌّ كامل يطوي بساطه، ويقوّض خيامه ويشدّ عنّا رحاله، بعد أن حوى بين أيّامه حكماً وعبر وأحداثاً وعظات، عامٌ كاملاً مضى من حياتنا، لنبتعد به عاماً انتهاء عن الدّنيا، ونقترب من الآخرة، ونبتعد عن دار العمل لدار الجزاء، فقد ارتحلت الدّنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، فإن اليوم عملٌ بلا حساب، وغداً حساباً بلا عمل، فهذا العام يرحل والنّاس بين مبتهج ومحزون لفراقه، فالسّجين في الدّنيا يبتهج لرحيله وبقرب أجله، ويقرّبه من مراده وغايته، وآخر يحزن لأنّه طوى رحلةً من عمره، وقرّبه لـ أجله، وأدناه من لحظةٍ لا يعرف بها مصيره، عباد الله، لا بدّ لنا جميعاً من وقفةٍ في انتهاء عامنا نتأمّل قول الله عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
فأفضل ما نودّع به عامنا هو أن نحاسب أنفسنا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوها قبل أن توزنوا، وأدّوا ما عليكم وخذوا ما لكم، أيّها المسلمون ألم تروا هذه الشّمس كلّ يومٍ تطلع وتغيب، فهي بذلك تعطيكم الإشارة أنّه لن تدوم هذه الدّنيا وانظروا لـ أعوامكم تودّعون العام وراء العام، فلنقف جميعاً ولننظر ماذا قدمنا في العام الماضي من خيرٍ لأنفسنا، ولنتب لـ الله، ولنتبع السيئة الحسنة تمحها، ولا تؤجذلوا حساب أنفسكم ليوم غد، فقد تحدث تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَوالدةِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. يا لها من خسارة لمن لم يُحاسب نفسه قبل أن يلقى الله، ويا له من فوز لمن حساب نفسه، وتاب وعمل صالحاً، أحكي ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات، فاستغفروه هو الرّحيم الغفور.
اقرأ أيضًا:
الخطبة الثانية
الحمد لله منشئ الأيّوالدة والشّهور، ومقلّب الأعوام والدّهور، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصّدور، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وصل اللهم على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، والدةّا بعد:
كم تمرّ على المسلمين من الأعوام والحال هو الحال لا يتبدل ولا يتغيّر، غفلة وقسوة قلب ومعاصٍ وصلت عنان السّماء، تعطّلت أوامر الرّحمن، وانشغل النّاس بأوامر الشيطان، ففي العام الهجري الجديد أيها المسلم لا بدّ من الجديد في أفعالك وأعمالك وطاعاتك وقرباتك، فالله -عز وجل- جعل خاتمة كلّ عامٍ وفاتحة كلّ عام شهراً محرّماً موطناً، عليك أخي المسلم أن تغتنمه بالتّوبة والطّاعة وإصلاح الحال، وتزوّدوا عباد الله إنّ خير الزّاد التّقوى، ولا تغترّوا بهذه الدّنيا الفانية، واعلموا أنّكم راحلون ومفارقون للدّنيا، فالكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنّى على الله الأماني، واعلموا أنّه لا يضرّ ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ولا يُذلّ ولا يرفع إلا الله، فاستقبلوا واختموا أيّامكم وأعوامكم بطاعة الله، وشكره وعبادته، وأصلحوا ما فسد في أنفسكم واتّبعوا نهج نبيّكم -صلى الله عليه وسلّم- اللهم ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد، إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّوالد، وأصلح اللهمّ أحوالنا في الأمور كلّها، وبلّغنا ما يُرضيك عنّا واختم اللهم بالصّالحات أعمالنا، وبالسّعادة آجالنا، اللهم توفّنا وأنت راضٍ عنّا، والحمد لله ربّ العالمين.
اقرأ أيضًا:
خطبة عن الأشهر الحرم
سترد فيما يأتي خطبة عن الأشهر الحرم، وذلك عقب أن تحدّثنا خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد:
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على خاتم النّبيين والمرسلين محمّدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهمّ إنّا نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، ونسألك الهداية والتّقوى والصّلاح، وأشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أما بعد:
عباد الله أوصيكم ونفسي المذنبة والمخطئة، بتقوى الله تعالى، فالتّقوى هي طق النّجاة من النّار يوم الحساب، فجاهدوا أنفسكم والتزموا بحدود ربّي وربّكم تبارك وتعالى، تحدث الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَوالدْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. يا أيّها الكرام، إنّ الله -تبارك وتعالى- قد خصّ بعض الأزمنة والأوقات بفضلٍ خاصّ، فكرّم هذه الأوقات وأمرنا بتعظيمها، وقد تحدث في محكم تنزيله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَوالدِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}. [التوبة/36] فقد بيّن الله تعالى عبر هذه الآية العظيمة أنّ عدد الأشهر في العام اثني عشر شهراً، منهنّ أربعةٌ حُرُم، ولقد بينهنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الّذي قاله في إحدى خطبة حجّة الوداع: “الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ، الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ”. والأشهر الحرم كما بيّنها الحديث الشّريف هي شهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة وشهر محرّم وشهر رجب، كما حذّر الله تعالى المسلمين من أن يظلموا أنفسهم في هذه الشّهور، فكيف يكون ظلم النّفس؟
يا والدةّة الإيمان والإسلام ظلم النّفس يكون بانتهاك حرمة هذه الشّهور، واقتراف الّذنوب والآثام، وفعل ما حرّم الله تعالى، فيكون الذّنب أكبر وأعظم، ومن أكبر المحرّمات في هذا الشّهر القتال، تحدث الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَوالدةِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ}. فحتى أهل الجاهليّة كانوا يعظّمون هذه الشّهور، ويمسكون فيها عن سفك الدّم والقتال، فنحن المسلمون أولى وأجدر بذلك، فواجبٌ علينا احترام وتعظيم هذه الشّهور الحرم، ومن الأولى أن نبادر لـ التّوبة والقيام بالأعمال الصّالحة في هذه الشّهور العظيمة وفي غيرها، اللهمّ إنّا نسألك الهداية بعد الضّلال، ونسألك التّوبة بعد المعصية، ونسألك أن تغفر لنا وترحمنا، وأن تعافنا وتعفو عنّا، اللهمّ آتنا من فضلك فأنت الغنيّ الكريم، ونحن الفقراء إليك، وصلّ اللهمّ على سيّدنا محمّدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين.
اقرأ أيضًا:
خطبة وقفات مع بدء العام الهجري 1445
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وبعد:
إخواني المسلمين، نحن الآن في انتهاء شهر ذي الحجّة، وبعد أيّوالدةٍ قليلةٍ سيبدأ عامٌ جديد، عامٌ مضى من أعمارنا، بأيّامه ولياليه وساعاته، عامٌ مضى نسترجع ما عملنا فيه من الحاتٍ وآثامٍ ومعاصٍ، وعامٌ يأتي ننظر إليه لنجدّد العهد مع الله تعالى، ونعاهده على الطّاعة والإحسان وحسن العبادة والقيام، إنّ العام الهجريّ فيه وقفاتٌ عظيمة، ينبغي للمسلم أن يقف ليتأمل هذه المواقف والأحداث العظيمة الّتي جرت فيه ومعه، ويتوجّب على كلّ مسلمٍ التّفكّر جيداً بهذه الأحداث الجسيمة والعظيمة.
فأولى الوقفات تكون مع أعظم الأحداث في التّاريخ الإسلاميّ العظيم، وهي الهجرة النّبويّة، فمنها بدأ التّاريخ الهجريّ، وإنّ الهجرة النّبويّة كانت لمّا أذن الله -تبارك وتعالى- لنبيّه الكريم عليه الصّلاة والسّلام، بترك أرض الكفر وعبادة الأوثان، والهجرة لـ الأرض الّتي غمرتها نفحات الإيمان والإسلام، فدخلت القلوب وملأتها حبّاً لله تعالى ولرسوله، فكانت هذه الخطوة العظيمة أولى اللّبنات لبناء الدّولة الإسلاميّة العظيمة، وبناء رجالها وجنودها للدّفاع عن دين الله تعالى ودين رسوله، فربّاهم الرّسول وأدّبهم، فكانوا خير البشر بعد الأنبياء والرّسل، يفتدون دين الإسلام بأنفسهم وأموالهم وأرواحهم وكلّ ما يملكون، لتتحقّق بهذه الهجرة المباركة العزّة والقوّة والمكانة العظيمة للمسلمين وللدّولة الإسلاميّة.
والدةّا عن الوقفة الثّانية فهي مع الصّحابة رضوان الله عليهم، عندما حققوا الخطوة الأخيرة لاستقال المسلمين واستقلال دولتهم العظيمة الّتي بناها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك بوضعهم للتّاريخ الهجريّ، في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطّوالد -رضي الله عنه- وأرضاه، ولم يشاركوا أو يشابهوا أهل الكتاب في تاريخهم وطريقة حسابهم للأيّوالدة، فاعتمدوا على الحدث العظيم وهو الهجرة النّبويّة، وأرّخوا بها أيّامهم، وحسبوا شهورهم وسنواتهم.
وأخيراً الوقفة الأخيرة مع الحدث الّذي ذكره القرآن الكريم في قصّة كليم الله موسى عليه السّلام، وقت أمر الله تعالى نبيّه بأن يضرب البحر لينقسم نصفان فيعبر، ومن معه من المؤمنين من بني إسرائيل، وكان ذلك في العاشر من محرّم، وقت تبع فرعون الظّالم المؤمنين، فغرق ومن معه، واستغاث بالله وهو يغرق وقد تحدث: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. فقال الله تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}. فأنهى الله تعالى ظلمه وجبروته، وجعله موعظةً وعبرةً لغير من الظّالمين في الأرض، فنصر الله تعالى المظلومين المؤمنين، وحاسب الظّالمين على أفعالهم وما عاثوا من الفساد في الأرض. يا عباد الله، توبوا لـ الله تعالى وارجعوا إليه، فباب التّوبة مفتوحٌ دائماً للصّادقين، الّذين يخشون الله تعالى، واتّقوا الله تعالى في السّرّ والعلن، وفي كلّ وقتٍ وحين، والله المستعان وعليه التّكلان، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، والحمد لله ربّ العالمين.
لـ هنا نصل لختام موضوعنا الذي تمّ فيه المرور على خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1445، وقد ورد في المقال خطبة انتهاء العام الهجري، وخطبة عن الأشهر الحرم، وخطبة وقفات مع بدء العام الهجري.
المراجع
- سورة الحشر , الآية 18
- سورة لقمان , الآية 34
- سورة المائدة , الآية 35
- صحيح البخاري , البخاري/أو بكرة بن نفيع بن الحارث/3197/صحيح
- سورة البقرة , الآية 217
- سورة يونس , الآية 90
- سورة يونس , الآية 90