تسعدنا زيارتكم في موقع موسوعة مصر النهاردة
اللُّغة قرينةُ اللِّسان، إنَّه إحدى الكلمات الدالَّة عليها؛ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾ [الروم: 22]، إنَّه أداة الكلام، ولهذه الأداة وظيفة محوريَّةٌ أخرى تقوم بها؛ إنَّها تذوُّق الطَّعام، فهل هناك إذًا وشائج قربى بين الدَّورين؟
إنَّ إذاعة إجابة لهذا السؤال يأتي من بوَّابة هذا الدور الذي تَقوم به اللُّغةُ في دنيا البشر؛ فهي الوعاء الحامِلُ للأفكار، يطوف هذا الإنسانُ أرجاء الأرض التي جعله ربُّه خليفةً فيها، يحاول فهم ما فيها، يقدِّم ثمرةَ هذا الفهم في قوالب تكشِف عن رُؤاه، مِن هذه القوالب اللغة التي تتَّخِذ في استعمال ذاك الإنسان لها مظاهرَ عديدة؛ من بينها الفنُّ، ومن أشكال هذا الفن الأدبُ بأنواعه المتعددة؛ من شِعرٍ وقصَّة، ورواية ومسرحية ومقالٍ، وفي القديم خطبة ورسالة ووصيَّة، إنَّ كل هذه الأشكال المستخدمة للغة تمثِّل أوعيةً حافظةً لفِكر الإنسان الذي نشَأ تبعًا لعلاقاته بعالَمه وما فيه من بشَر وأشياء يتفاعَل معها، ويَنتج عن هذا التفاعل مولودٌ يحتاج لـ الظهور؛ فتأتي اللغةُ لتكون إحدى الوسائل التي يَلجأ إليها كلُّ واحد فينا في سبيل إظهار مواقفه والمجرَّدِ من فكره وشعورِه أمام مَن حوله، قد يكون هذا الظُّهور في هيئةٍ منطوقةٍ شفاهية، وقد يكون في هيئةٍ مكتوبة تعدُّ بلا شك أطول عمرًا وأكثرَ بقاء من سابقتها.
وفي هذه السطور نحاول الوقوفَ على عدد من المفاهيم / المصطلحات ذات الصِّلَةِ بفنِّ الشِّعر؛ لتنير لنا حركتنا في غرفات هذا العالم:
• تذوق:
في كلمة (تذوُّق) وقوف عند اللسان، إنَّه يحيل في معناه لـ اللغة التي ننطِقُها بألسنتنا، والتذوُّق يكون باللسان، فنقول مثلًا: هذا حلوٌ وهذا عاشٌّ، والآن نستطيع القول: إنَّ التذوُّق عمليَّة تقوم على إجراءات وخطوات:
1- القراءة المنضبطة للنصِّ: إنَّك إن قرأتَ قراءةً سليمة مصحوبة بضبط الحركةِ (كالضمِّ والفتح والكسر) كان ذلك خطوة أولى في سلم نعرُج – أي نرتفع – عليه لنصِل نحن المترجمين لـ الغاية المرجوَّةِ؛ وهي جملة المعاني التي سنشرع في نقلها لـ لغةٍ أخرى.