المحتويات
إخفاء
حكم التوسل بالأنبياء والصالحين تشرفنا بكم، نستعرض لكم حكم التوسل بالأنبياء والصالحين كما عودناكم دوما على افضل الحلول والاجابات والأخبار الحصرية في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم حكم التوسل بالأنبياء والصالحين
حكم التوسل بالأنبياء والصالحين
المعروف عند عامة أهل عصرنا من معنى التوسل أن يعتمد المرء في قضاء حاجاته من جلب نفع أو كشف ضر أو نجاة في الآخرة من عذاب الله أو فوز بنعيم الجنة على أشخاص الأنبياء والصالحين وسؤالهم ذلك، أو سؤال الله تعالى بأشخاصهم أن يعطيه إياه، دون العمل بما جاء به الرسل عن الله من علم اعتقادي وعمل صالح وهو ما كان الصالحون صالحين باتباعهم فيه.
وهذا التوسل مخالف لأصول الإسلام وهداية القرآن، وجار على قواعد الوثنية، وتعاليم النصرانية الكاثوليكية، فإن قاعدة الإسلام أن النجاة في الآخرة وسعادتها ينالان باتباع الرسل فيما جاءوا به من الإيمان، وعبادة الله تعالى وحده بما شرعه، لا بوجود أشخاصهم، ولا بدعائهم وسؤالهم.
والتوسل هو التقرب ولا يتقرب إلى الله تعالى إلا بما شرعه على لسان رسوله لأنه هو الذي تتزكى به النفس وتصير أهلًا لرضوان الله تعالى. قال الله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا[٩] وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا[١٠]﴾ [الشمس: 9 – 10]، وقال: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى[١٤]﴾ [الأعلى: 14]، وقال بعد ذكر دخول الجنة: ﴿وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى[٧٦]﴾ [طه: 76]، وقال: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى[٣٩]﴾ [النجم: 39].
وأشخاص الأنبياء والصالحين ليست من سعيه ووجودهم لا يزكيه ولا يهديه، بل اتباعهم، قال الله تعالى في صفة من كتب لهم رحمته: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾ [الأعراف: 157] إلخ ثم قال: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[١٥٨]﴾ [الأعراف: 158]، وقد ثبت أن وجود بعض المرسلين لم يكن سببًا لهداية بعض أبنائهم وآبائهم وأزواجهم ولا لنجاتهم من العذاب الذي عوقب به من كفر بهم كولد نوح ووالد إبراهيم وامرأة لوط عليهم السلام. والآيات المصرحة بأن دخول الجنة والنجاة من النار بالإيمان والأعمال كثيرة جدًّا لا نحتاج إلى التذكير بها.
وأما مقاصد الدنيا، فهي منوطة باتخاذ ما سخر الله للناس من أسبابها كأسباب الرزق من زراعة وصناعة وتجارة، وأسباب شفاء الأمراض من أدوية وأعمال جراحة، وأسباب النصر على الأعداء من نظام وإعداد ما يستطاع من قوة، وكل ما يعجز الإنسان عن تحصيله من طريق الأسباب، فلا يجوز له أن يدعو غير الله تعالى فيه.
وأما الاعتماد في تحصيل ما وراء الأسباب من رغائب أو رفع مضار، وفي النجاة من النار ودخول الجنة على وجود الصالحين وتوسطهم عند الله تعالى بمجرد طلب ذلك منهم، فهي قاعدة الديانات الوثنية كما تقدم.
وقد قال تعالى في صفة يوم القيامة: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ[١٩]﴾ [الانفطار: 19]، وأمر خاتم رسله أن يقول لأمته: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا[٢١]﴾ [الجن: 21] أي ضرًّا ولا نفعًا ولا رشدًا ولا غيره -اقرأ ما بعدها أيضًا وفي معناها آيات.
وجملة القول أن التوسل هو التقرب، وإنما يتقرب إلى الله تعالى بما شرعه على ألسنة رسله لا بأشخاصهم، وباتباع الصالحين في ذلك لا بذواتهم، وأن غير ذلك غير مشروع ومنه ما هو شرك بالله كدعاء غيره بما لا يدعى به غيره، كما فصلناه مرارًا ومنه ما هو ذريعة إلى الشرك، ومنه ما هو معصية.
وما ذكره السائل من عزو: «اللهم بحق ممشاي إليك وبحث الصالحين عليك» إلى صحيح البخاري خطأ، فهو ليس من رواية البخاري كما قال، وإنما روى أحمد عن أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم علَّم الخارج إلى الصلاة أن يقول في دعائه: «وأسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا رياء، ولا سمعة، ولكن خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك» وهو من طريق عطية العوفي وقد ضعَّفه أحمد والجمهور؛ وقالوا: كان مُدلِّسًا وشر تدليسه ما حكاه ابن حبان في الضعفاء من كونه يأتي محمد بن السائب الكلبي المفسر الكذاب، فيأخذ عنه الأحاديث ويرويها، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ يقول: أبو سعيد، فيوهم السامع أنه سمعه من أبي سعيد الخدري الصحابي رضي الله عنه إذ كان قد لقيه وروى عنه، وإنما تأول هذا التدليس واستحله بتلقيبه الكلبي بأبي سعيد، على أن معنى الدعاء المذكور لو صحّ لا يدل على التوسل بالأشخاص، فإن حق السائلين على الله تعالى أن يستجيب دعاءهم، كما وعد بقوله: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، فكأنه يقول: أسألك بوعدك الحق أن تستجيب دعائي، وحق الصالحين عليه أن يثيبهم على صلاحهم كما وعد في آيات كثيرة، ومنه توسّله بممشاه إلى الصلاة بالصفة التي ذكرها، فهو توسل بعمل صالح من أعماله لا بشخص عامل آخر.
حديث التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم: هذا الحديث موضوع لا أصل له، ولا يمكن أن تجدوه في شيء من دواوين السنة لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد، ويذكر بلفظ: «إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم» قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب التوسل والوسيلة وغيره: هذا الحديث كذب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث، مع أن جاهه أعظم من جاه كل الأنبياء والمرسلين… إلخ، إلى أن قال: ولكن جاه المخلوق عند الخالق ليس كجاه المخلوق عند المخلوق فإنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه… إلخ. وقد بينَّا هذا من قبل في المنار مفصلًا[1].
اذا لم تجد اي اجابة كاملة حول حكم التوسل بالأنبياء والصالحين فاننا ننصحك بإستخدام محرك البحث في موقعنا مصر النهاردة وبالتأكيد ستجد اجابة وافية ولا تنس ان تنظر ايضا للمواضيع الأخرى اسفل هذا الموضوع وستجد ما يفيدك
شاكرين لكم حسن زيارتكم في موقعكم الموقر مصر النهاردة